الاثنين، 30 يوليو 2012

الهبوط






مِنْ ضِلْعِ "آدمَ" كُوِّنَتْ "حَوّاءُ"

        فاسْتَبْشَرَتْ بقدومِها الأرْجاءُ


هيَ زوجُ "آدمَ"..أمُّ كلِّ بَرِيّةٍ

       مِنْ رَحْمِها يَتَمَخَّضُ العُظَماءُ

فَلَها علينا حقُّ كلِّ أمومةٍ

             ولها علينا ذِمَّةٌ ووفاءُ


وإلى النّبيِّ أبي البريَّةِ "آدمٍ"

          بركاتُ ربّي كلُّها، وثناءُ

قالَ العزيزُ: "اسكُنْ وزوجَكَ جنّةً

         فيها النّعيمُ مُشَرَّعٌ وبقاءُ"

"فيها الذي ما ليسَ يخطُرُ للورى

        وأنا أقدِّرُ ما أرى وأشاءُ"

"وكُلا مِنَ الجنّاتِ ما تَبْغونهُ

         فالكلُّ حِلٌّ، طَيِّبٌ..غنّاءُ"
 
"لكنْ أحذِّرُ أنْ تَمسّا شَجْرةً

        لا تقرباها..إنَّ ذاكَ بلاءُ"

"هيَ تِلْكمُ الشّجرُ المُحَدَّدُ نوعُها

        لا تأكلاها..إنّها الضّرّاءُ"

لكنَّ إبليسًا أزلَّهما..وقد

  خرجا مِنَ الفردوسِ..ذاكَ شقاءُ

وأتى يُرَوِّجُ أنّهُ لوْ لَمْ يَكُنْ

         فيها الخلودُ وعِزَّةٌ وبقاءُ

ما كانَ يُمْنَعُ أنْ يُذاقَ ثمارُها

        والموتُ حَقٌّ والحياةُ فَناءُ

وأُطيعَ إبليسُ اللعينُ ولمْ يُطَعْ

   رَبُّ الوجودِ، فَضَجَّتِ الأصداءُ

وقضى الإلهُ: "أنِ اهبِطا مِنْ جنّتي

       هذا عِقابٌ، مِحْنةٌ، وجزاءُ"


"مَنْ يُحْيِ أمري فالجنانُ جزاؤُهُ

والنّارُ موعدُ مَنْ عَصَوا وأساؤوا"

تابَ النّبيُّ وقال "ربّي إنّني

    أرجوكَ صَفْحًا، إنّني خطّاءُ"

"أرجوكَ يا ربّي بِحَقِّ "محمّدٍ"

   إلاّ غَفَرْتَ الذّنْبَ..ذاكَ رجاءُ"

"إنْ كانَ عَفْوُكَ لَنْ يكونَ لـ"آدمٍ"

     فَبِحَقِّ "أحمدَ" فَلْيَكُنْ إعْفاءُ"

قال العظيمُ: "وهلْ عَرَفْتَ محمَّدًا؟

   بل كيفَ تدري أنّهُ النّعْماءُ؟!"


"وهو الذي ما تمَّ خَلْقُ كمالِهِ

       وبنورِهِ تُسْتَدْفَعُ الظَّلْماءُ"

فأجاب آدمُ:" يا إلهي إنّني

   مِنْ دونِ عِلْمِكَ ذَرَّةٌ وهَباءُ"


"ربّاهُ، إنّي مُذْ خُلِقْتُ مِنَ الثّرى

وَنَفَخْتَ روحَكَ فالحياةُ صفاءُ"

"فَنَظَرْتُ يا ربّي إلى العَرْشِ الذي

يزهو بنورِكَ فالوجودُ ضياءُ"

"فإذا قوائمُهُ العظيمةُ قَدْ بَدَتْ

  واسْمُ الجلالةِ فوقَها لألاءُ"

"وقَرَأْتُ بعدَ "اللهِ" إسْمَ محمَّدٍ

    وهو الشّفيعُ وما لهُ شُفعاءُ"

"وعَلِمْتُ أنَّ اللهَ خصَّ "محمَّدًا"

فهو الحبيبُ، المصطفى، ولواءُ"

"فَلِذا سألْتُكَ يا إلهي باسْمِهِ

        أَيُرَدُّ عَبْدٌ تائبٌ بكّاءُ؟!"

فأجابهُ الرّحمنُ: "عَفْوي واسِعٌ

   وأنا الغفورُ.. وهذهِ النّعْماءُ"

وعفا الرّحيمُ عنِ الخطيئةِ مُنْعِمًا

      والعَفْوُ مِنْهُ رأفةٌ وسَخاءُ


وهوى النّبيُّ بأرْضِ "هِنْدٍ" مُتْعَبًا

وبأرْضِ "جُدَّةَ" أُهْبِطَتْ "حوّاءُ"

وتزَلَّفَتْ "حوّاءُ" في مُزْدَلْفَةٍ

    حتّى بدا في مَشْيِها إعياءُ

لكنّها وَجَدَتْ نبيَّ اللهِ في

"عرفاتِ" مكَّةَ حيثُ كانَ لِقاءُ

وتزَوَّجَتْ "حوّاءُ" منه وأَنْجَبَتْ

"شيثًا"، و"قابيلاً"..فَهَلَّ ضياءُ

مِنْ بَعْدِهِ "هابيلُ" هَلَّ هلالُهُ

    وتكاثَرَ الأولادُ..والأبناءُ


والبِشْرُ يَعْزِفُ لَحْنَهُ مُتَرَنِّمًا

واسْتَبْشَرَتْ بِرِجالِها الغَبْراءُ






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق