الاثنين، 30 يوليو 2012

طرد إبليس



       
وَقَضى الإلهُ وقال"إنّي خالقٌ

          بشرًا" وأمرُ اللهِ لا يتردَّدُ

قالَتْ ملائكةُ القديرِ:"أخالقٌ

    يا ربُّ مَنْ يبغي وَمَنْ يتمرَّدُ؟!"

"فالجنُّ قَدْ عاثَتْ فسادًا قبلَهُمْ

    نَخْشَى إذا أوجَدْتَهُمْ أنْ يُفْسِدوا!"

"ربّاهُ، إنَّ الكونَ يُسْلِمُ وَجْهَهُ

         لجلالِ وجهِكَ..كلُّهُ يَتَعَبَّدُ"



"بَلْ كيفَ يا ربّي سَتَخْلقُ أمّةً

     سَتُعيثُ إفسادًا وأنتَ تُمَجَّدُ؟!"


قالَ العظيمُ:" أنا العليمُ وإنّما

       لي حِكْمةٌ تَخْفَى ولا تَتَبَدَّدُ"


"الأمرُ أمري لا يُرَدُّ قضاؤهُ"

      مَنْ ذا تَنَكَّرَ للإلهِ..وَيُفْسِدُ؟!


خََلقَ الإلهُ مِنَ الثّرى الحَمَأَ الذي

      سوّاهُ خَلْقًا فاركعوا وَتَعَبَّدوا



 هُوَ آدَمٌ..نفخَ العظيمُ بِجَوْفِهِ

       رُوْحًا..بها أرواحُنا تتولَّدُ


والأمرُ جاءَ مِنَ العظيمِ أنِ اسْجُدوا

    بُشْرًى لآدمَ..ضَلَّ مَنْ يتردَّدُ


سَجَدَتْ ملائكةُ العزيزِ لآدَمٍ

بَلْ كيفَ تعصي ربَّها أو تَجْحدُ؟


لكنَّ إبليسًا عَصَى متمرِّدًا

           وَبَدا عليهِ تَكبُّرٌ وَتَنَهُّدُ


وأجابَ "إنّي قَدْ خُلِقْتُ مُكَرَّمًا

     مِنْ عنصرِ النّارِ التي تتوقَّدُ"


"بَلْ كيفَ أسْجدُ للثّرى متذلِّلاً

     للطِّيْنِ وَهْوَ مُحَقَّرٌ مُسْتَعْبَدُ؟!"


"فالطِّيْنُ مَلْعونٌ حقيرٌ أصلُهُ

        والنّارُ تَحْرقهُ ولا تتأوَّدُ"



غَضِبَ الحليمُ وقالَ قولاً فاصلاً

     وهو العزيزُ مُعَظَّمٌ وموحَّدُ


"أُخْرُجْ منَ الجنّاتِ مَدْحورًا

إلى نارِ السّعيرِ عَسى بها تتزوَّدُ"


"وَسَأملأنَّ النّارَ كلَّ مكابرٍ

    قَدْ ضلَّ مِثْلكَ..تائهًا يتوجَّدُ"


وَهَوى اللَّعينُ مِنَ الجنانِ مُخَنَّسًا

    وأتى إلى ربِّ السّما يتودَّدُ


"ربّاهُ، أَنْظِرْني إلى يومٍ بِهِ

  بَعْثُ القبورِ، بهِ يبينُ المَشْهَدُ"



لكنَّ علاّم الغيوبِ قَضى بأنْ

   يَبْقَى إلى أجلٍ..وذاكَ مُحَدَّدُ


وأجابَ إبليسٌ:"إلهي إنّني

لَنْ أتركَ الخَلْقَ الكثيرَ لِيَسْعدوا"


"وبعزَّةِ الرّحمنِ أُقْسِمُ أنّني

سأضلُّ مَنْ أسْطيعُ حتّى يفسدوا"


إلا عبادَ اللهِ كيفَ يُضِلُّهُمْ

     هذا الغَوِيُّ؟..فإنّهُ لَمُصَفَّدُ


والنّارُ تَنْتظرُ العصاةَ بِلَهْفةٍ

    ووقودُها مترادِفٌ..لا يَنْفَدُ


وأقلُّ ما فيها عذابًا جَمْرةٌ

    يَغْلي الدّماغُ بها ولا يتجلَّدُ

     شعر: ماهر برهومي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق