واسْتَلَّ "إبراهيمُ" فأسًا أرْقَما
|
وأتى معابِدَ قَوْمِهِ
مُتَلَثِّما
|
ورأى المعابِدَ قَدْ خَلَتْ مِنْ أَهْلِها
|
نُسّاكُها خرجوا لِيَبْغوا
مَغْنَما
|
والليلُ أَطْبَقَ جَفْنَهُ مُتثاقِلاً
|
والصَّمْتُ يَصْمُتُ رَهْبَةًُ
وتكرُّما
|
وَتَحَرَّكَ الحِقْدُ الحبيسُ بِصَدْرِهِ
|
وتحرَّقَ الغَضَبُ الدّفينُ
جَهَنَّما
|
وتفاجأَ الصَّمْتُ الرهيبُ بِصَعْقَةٍ
|
دَكَّتْ جِدارَ الكُفْرِ دَكًّا
مُحْكَما
|
أصنامُ "بابِلَ" قَدْ هَوَتْ وَتَحَطَّمَتْ
|
وعلى مناخِرِها تَخرُّ تَحَمْحُما
|
وَعَجاجُها يعمي العيونَ غبارُها
|
أصنامُها باتَتْ حُطامًا أَسْحما
|
وتنازِعُ الموتَ المهيبَ عسى بها
|
أنْ تُثْنِيَ الفأسَ العنيدَ
لِتَسْلَما
|
لكتّها ذاقَتْ سُلافَ منيَّةٍ
|
والصَّخْرُ صارَ إلى حَصًى وتَحَطَّما
|
وأَطَلَّ "إبراهيمُ" بينَ قَتامِها
|
والفأسُ في يَدِهِ يحاكي الأنجما
|
|
وَضَعَ النّبيُّ الفأسَ قُرْبَ إلهِهِمْ
|
كي يعلموا أنَّ الإلهَ بها رَمَى
|
وهو الذي قَتَلَ البَنينَ تَشَفِّيًا
|
وأرادَ أنْ يَبْقَى وحيدًا
مُكْرَما
|
والقومُ قَدْ علموا بأنَّ نبيَّهُمْ
|
نَسَفَ المعابِدَ كلَّها
وَتَكتَّما
|
وأتَوا بهِ بينَ الجموعِ مُصَفَّدًا
|
والنّاسُ تُمْطِرُهُ سُبابًا
مُؤْلِما
|
قالوا: "أَأَنْتَ حَطَمْتَ أصْنامًا لنا
|
وَصَبأْتَ عَنْ دينِ الجدودِ
لِتَحْكُما؟"
|
قال: "اسألوا ذاكَ الإلهَ فإنّهُ
|
هو شاهدٌ..فَسَلوهُ أنْ
يتكلّما"
|
قالوا "أَتَهْزأُ يا غريرُ بقَوْمِنا؟
|
هَلْ يَنْطِقُ الجِبْتُ الأصمُّ
لِيَحْكما؟!"
|
فأجابَهمْ:" بَلْ كيفَ يُعْبَدُ مَنْ بِهِ
|
صَمَمٌ وَبُكْمٌ ظاهرانِ كذا
عَمى؟!"
|
"بَلْ
كيفَ يُعْبَدُ مَنْ تَهَشَّمَ رأسُهُ
|
لكنّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ
يَسْلَما؟"
|
قالوا: احْرِقوهُ جزاءَ فِعْلَتِهِ لكَيْ
|
يَبْقَى مِثالاً للطّغاةِ
مُقَدَّما"
|
فَرَمَوْهُ في نارٍ يكادُ دُخانُها
|
أنْ يَحْجبَ الكونَ المَهيبَ
وَقَدْ طَمَى
|
نارٍ تفورُ مِنَ اللّظى، وجَحيمُها
|
يَبْقَى بِمَسْغَبَةٍ..ويقتلهُ
الظّما
|
لكنَّ رَبَّ النّارِ أَبْطَلَ فِعْلَها
|
فَتَعَطَّلَ النّاموسُ فيها
مُعْلَما
|
نَجَّى الإلهُ نبيَّهُ وحبيبَهُ
|
فالنّارُ باتَتْ راحةً
وَتَنَعُّما
|
قَدْ كانَ يَعْدِلُ في الفضائلِ أمَّةً
|
فَهو الخليلُ، وخِلُّهُ ربُّ
السّما
|
بَرْدًا..سلامًا..رَحْمَةً مِنْ رَبِّهِ
|
نِعْمَ الإلهُ لِمَنْ أطاعَ
وأسْلَما
شعر: ماهر برهومي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق