الاثنين، 30 يوليو 2012

وخرَّتِ الأصنام...



واسْتَلَّ "إبراهيمُ" فأسًا أرْقَما

              وأتى معابِدَ قَوْمِهِ مُتَلَثِّما


ورأى المعابِدَ قَدْ خَلَتْ مِنْ أَهْلِها

           نُسّاكُها خرجوا لِيَبْغوا مَغْنَما


والليلُ أَطْبَقَ جَفْنَهُ مُتثاقِلاً

       والصَّمْتُ يَصْمُتُ رَهْبَةًُ وتكرُّما


وَتَحَرَّكَ الحِقْدُ الحبيسُ بِصَدْرِهِ

         وتحرَّقَ الغَضَبُ الدّفينُ جَهَنَّما




وتفاجأَ الصَّمْتُ الرهيبُ بِصَعْقَةٍ

          دَكَّتْ جِدارَ الكُفْرِ دَكًّا مُحْكَما


أصنامُ "بابِلَ" قَدْ هَوَتْ وَتَحَطَّمَتْ

         وعلى مناخِرِها تَخرُّ تَحَمْحُما


وَعَجاجُها يعمي العيونَ غبارُها

        أصنامُها باتَتْ حُطامًا أَسْحما


وتنازِعُ الموتَ المهيبَ عسى بها

         أنْ تُثْنِيَ الفأسَ العنيدَ لِتَسْلَما


لكتّها ذاقَتْ سُلافَ منيَّةٍ

  والصَّخْرُ صارَ إلى حَصًى وتَحَطَّما


وأَطَلَّ "إبراهيمُ" بينَ قَتامِها

       والفأسُ في يَدِهِ يحاكي الأنجما



وَضَعَ النّبيُّ الفأسَ قُرْبَ إلهِهِمْ

        كي يعلموا أنَّ الإلهَ بها رَمَى


وهو الذي قَتَلَ البَنينَ تَشَفِّيًا

         وأرادَ أنْ يَبْقَى وحيدًا مُكْرَما


والقومُ قَدْ علموا بأنَّ نبيَّهُمْ

            نَسَفَ المعابِدَ كلَّها وَتَكتَّما


وأتَوا بهِ بينَ الجموعِ مُصَفَّدًا

          والنّاسُ تُمْطِرُهُ سُبابًا مُؤْلِما


قالوا: "أَأَنْتَ حَطَمْتَ أصْنامًا لنا

   وَصَبأْتَ عَنْ دينِ الجدودِ لِتَحْكُما؟"


قال: "اسألوا ذاكَ الإلهَ فإنّهُ

         هو شاهدٌ..فَسَلوهُ أنْ يتكلّما"


قالوا "أَتَهْزأُ يا غريرُ بقَوْمِنا؟

  هَلْ يَنْطِقُ الجِبْتُ الأصمُّ لِيَحْكما؟!"


فأجابَهمْ:" بَلْ كيفَ يُعْبَدُ مَنْ بِهِ

   صَمَمٌ وَبُكْمٌ ظاهرانِ كذا عَمى؟!"


"بَلْ كيفَ يُعْبَدُ مَنْ تَهَشَّمَ رأسُهُ

         لكنّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَسْلَما؟"


قالوا: احْرِقوهُ جزاءَ فِعْلَتِهِ لكَيْ

           يَبْقَى مِثالاً للطّغاةِ مُقَدَّما"


فَرَمَوْهُ في نارٍ يكادُ دُخانُها

أنْ يَحْجبَ الكونَ المَهيبَ وَقَدْ طَمَى


نارٍ تفورُ مِنَ اللّظى، وجَحيمُها

       يَبْقَى بِمَسْغَبَةٍ..ويقتلهُ الظّما


لكنَّ رَبَّ النّارِ أَبْطَلَ فِعْلَها

       فَتَعَطَّلَ النّاموسُ فيها مُعْلَما


نَجَّى الإلهُ نبيَّهُ وحبيبَهُ

         فالنّارُ باتَتْ راحةً وَتَنَعُّما


قَدْ كانَ يَعْدِلُ في الفضائلِ أمَّةً

     فَهو الخليلُ، وخِلُّهُ ربُّ السّما


بَرْدًا..سلامًا..رَحْمَةً مِنْ رَبِّهِ

       نِعْمَ الإلهُ لِمَنْ أطاعَ وأسْلَما

شعر: ماهر برهومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق