الاثنين، 30 يوليو 2012

النُّمرود



الفِسْقُ عَرْبَدَ والأسودُ تسودُ

       وبأرْضِ بابِلَ قَدْ طَغَى "نُمْرودُ"

حَكَمَ العبادَ وقالَ: "إنّي ربُّكمْ

             وأنا الإلهُ القاهرُ المعبودُ"

"وأنا الذي أُحيي الوَرَى وأُميتُهُمْ

       والرِّزْقُ يَخْرُجُ مِنْ يدي ويعودُ"


"مَنْ يُحْيِ أمري فالسّعادةُ حِصْنُهُ

         والأمنُ يصْرَعُ كَرْبًهُ ويذودُ"



"مَنْ يعصِ أمري فالعذابُ مصيرُهُ

        وطعامُهُ جَمْرُ الغضا ووقودُ"


"وإدامُهُ شوكُ القتادِ وَعَلْقمٌ

          وشرابُهُ سمُّ البِلَى وصديدُ"



فأطاعَهُ قومُ الضّلالِ مخافةً

       فالموتُ تحتَ نِعالِهمْ مَرْصودُ


فإلههم "نمروذُ"، ربُّ ضلالِهِمْ

       وَلِمَنْ عَصَى..فسلاسِلٌ وقيودُ



مَنْ ذا يُخَلِّصُ أرْضَهمْ منْ غِيِّهِمْ

             والغيُّ يَكْبرُ فيهمُ ويزيدُ


إنْ ماتَ منهم أَرْعَنٌ وُلِدَ ابْنُهُ

        وهو الرّعونةُ عينُها وصدودُ


إنْ نامَ ظُلْمٌ..إسْتفاقَتْ ظُلْمةٌ

          إنْ غابَ قِرْدٌ تَسْتَبينُ قرودُ


والخَيْرُ أَجْهَضَهُ الذِّئابُ بِسَيْفِهِمْ

           والحقُّ بينَ ترابِهِمْ موؤودُ


وَتَمَخَّضَ العُقْمُ الجريحُ مُفَجِّرًا

          نورًا يكادُ على الأنامِ يجودُ


نورًا إذا لَمَسَ الظّلامَ أماتَهُ

         ويصيدُ في بَحْرِ السّنا ويُجيدُ



نورًا يُزَلْزِلُ كُفْرَهُمْ وضلالَهمْ

        ويسودُ حيثُ إلى السّلامِ يعودُ


وأطلَّ "إبراهيمُ" أَبْصَرَ نورَهُ

            فإذا الوجودُ تَبَسُّمٌ وَسُجودُ


فهو النّبيُّ المُجْتَبَى مِنْ ربِّهِ

         وهو الحنيفُ..وحازِمٌ وشديدُ

شعر: ماهر برهومي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق