يا لوطُ، أنتَ نَبِيُّ رَبِّكَ فاحْتَمِلْ
|
عِبْءَ الرِّسالةِ، فالمُعينُ
اللهُ
|
فَقَدِ اصْطَفاكَ اللهُ بينَ عبادِه
|
وهوَ العليمُ، وما العليمُ سِواهُ
|
وَاصْبِرْ عَلى ظُلْمِ العبادِ وَجَهْلِهِمْ
|
وَادْعُ المُهَيْمِنَ، واعْتَصِمْ
بِحِماهُ
|
فَدَعا النّبيُّ القومَ، قالَ:"ألا اعْبُدوا
|
رَبَّ البَرِيَّةِ..لَنْ يفيدَ
الجاهُ!"
|
"لا
المالُ يَنْفَعُكُمْ، ولا حُبُّ الدُّنَى
|
مَنْ ذا يفيدُ الكائناتِ
سواهُ"
|
"يا
قَوْمُ لا تأتوا الرِّجالَ بِشَهْوَةٍ
|
هَلْ عاقِلٌ يومًا يضيعُ
نُهاهُ؟!"
|
"يَأتي
رِجالُكُمُ الرِّجالَ كأنّما
|
دُبُرُ الرِّجالِ يفيدُ مَنْ
آتاهُ"
|
"وكأنَّ
أَحْشاءَ الرِّجالِ مَصانِعٌ
|
لأجِنَّةٍ يَنْشَأْنَ في
أحشاهُ"
|
"يا
قومُ، إنَّ النّارَ تَشْهَقُ باللّظَى
|
مَنْ ذاكَ خافَ عَذابَها،
وَعَصاهُ؟!"
|
|
"مَنْ
يَحْتَمي مِنْ رَبِّهِ بِجَهَنِّمٍ
|
مَنْ ذا سَيَهْربُ مِنْ سما
مولاهُ؟!"
|
لكنَّ قومَ البَغْيِ ما سَمِعوا النِّدا
|
ظلّوا أسارى الفُحْشِ..وا
أسَفاهُ!
|
عَمَّ الزِّنَى بينَ الرِّجالِ جميعِهِمْ
|
وَالسَّيْلُ قَدْ بَلَغَ الزُّبَى
وذُراهُ!
|
والعُهْرُ باتَ طهارَةً وَفَضيلَةً
|
والطُّهْرُ قَدْ قُطِعَتْ لَهُ
كفّاهُ
|
والكُفْرُ صارَ أمامَهم، وإمامَهمْ
|
والفِسْقُ صارَ جميعُهُمْ
صَرْعاهُ
|
الشَّمْسُ كادَتْ أَنْ تَصُبَّ جَحيمَها
|
والبَحْرُ كادَ يَضِلُّ عَنْ
مَسْراهُ
|
الأرضُ حُبْلَى بالضّلالةِ والخَنَى
|
وَتَكادُ تُجْهِضُ سِقْطَها
لِتَراهُ
|
غَضِبَ الحليمُ، وَحِلْمُهُ وَسِعَ الدُّنَى
|
والكونُ سَبَّحَ رَبَّهُ وَدَعاهُ
|
بَعَثَ الإلهُ إلى البَرِيَّةِ ثُلَّةً
|
مِنْ مَوْكِبِ الرّحمنِ عَزَّ
عُلاهُ
|
هِيَ ثُلَّةٌ "ميكالُ" يَهْبِطُ بينَهمْ
|
وَكذاكَ "إسرافيلُ"
قَدْ وافاهُ
|
"جبريلُ"
كانَ أمينَهُمْ وإمامَهُمْ
|
بَلَغَ البَسيطَةَ، والسّناءُ
علاهُ
|
ذاكَ الذي لَوْ هَزَّ ريشَ جناحِهِ
|
صارَ الوجودُ يَميدُ تحتَ سَناهُ
|
وَلَصارَتِ الأرضُ السّماءَ بِنَفْخَةٍ
|
أو نَفْحَةٍ تَجْتاحُها يُمْناهُ
|
دَخَلوا إلى بيتِ النَّبِيِّ، فَخَالَهُمْ
|
غُرَباءَ قَدْ حَضَروا إلى
سُكْناهُ
|
ظَهَروا شبابًا والجمالُ يَلُفُّهُمْ
|
والنّورُ بَيْنَ جِباهِهِمْ
أَرْواهُ
|
فاحْتاطَ أنْ يَدْري بِهِمْ قومُ الخَنَى
|
فَتَكونَ فاحِشَةٌ عَلَى مَرْآهُ
|
آواهُمُ في بيتِهِ وَرَعاهُمُ
|
والخوفُ يَسْكُنُ
قَلْبُهُ..يَنْعاهُ
|
لكنَّ "والِهَةً"[1] دَعَتْ
أشرارَها
|
فَتَتَبَّعوا آثارَها..ما تاهوا
|
وَقَفَ النّبيُّ يصُدُّ بابًا عَنْهُمُ
|
وَجموعُهُمْ فاقَتْ حدودَ رؤاهُ
|
فَدَعا النّبيُّ وقال:" عَبْدُكَ يَحْتَمي
|
بِحِمَى إلهٍ قادِرٍ
يَرْعاهُ"
|
كَشَفَ الضُّيوفُ إليهِ واقِعَ حالِهِمْ
|
فارْتاحَ قَلْبٌ خوفُهُ أَرْداهُ
|
قالوا: "انتَظِرْ نورَ الصّباحِ فإنّهُ
|
سَيُحاسِبُ الرّحمنُ مَنْ
عاداهُ"
|
"أُخْرُجْ
قُبَيْلَ طلوعِ شَمْسِ نهارِنا
|
لا تَلْتَفِتْ، فَتَرَى العذابَ
مداهُ"
|
"سَتَراهُ
زَوْجُكَ، ثمَّ تُصْعَقُ صَعْقَةً
|
ويُصيبُها حُجُرُ البِلَى
وَعَماهُ"
|
وَأتى الصّباحُ بِصَيْحَةٍ وَبِرَجْفَةٍ
|
جَعَلَتْ عَلِيَّ قراهُمُ أدناهُ
|
صَرَعَتْهُمُ..لَمْ تُبْقِ مِنْهُمْ واحدًا
|
إلا النبيَّ..فَرَبُّهُ نَجّاهُ!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق