وَأَتى الضّلالُ، وَأَجْهَضَ الإيمانا
|
والشّرُّ يَعْزِفُ للورى أَلْحانا
|
والكُفْرُ أسْدَلَ سِتْرَهُ وَقِناعَهُ
|
حتّى بدا مُتَبَجِّحًا عُرْيانا
|
الخَيْرُ أَعْلَنَ عُقْمَهُ وسقامَهُ
|
والجورُ فجَّرَ بَغْيَهُ جَذْلانا
|
عَكفَ الأنامُ على العبادةِ إنّما
|
عبدوا الحجارةَ، قََدَّسوا
البُنْيانا
|
عبدوا إلهًا أَبْدَعَتْهُ بنانُهُمْ
|
وَنَسُوا الرَّحيمَ، وأَطْبَقوا
الأجْفانا
|
عَصَوُا الإلَهَ..وقَدَّسوا أصْنامَهمْ
|
"ودًّا" وَ"
نَسْرًا"..قدَّموا القربانا
|
وَكذا "سواعٌ" أَلَّهوهُ وَلَمْ يَقُلْ
|
إنّي إلهٌ..بَلْ بدا حَيْرانا
|
عبدوا "يغوثًا" علَّهُ يُنْجيهِمُ
|
يومَ القيامةِ..يُطْفئُ النّيرانا
|
عبدوا "يعوقًا"..أعرضوا عَنْ ربِّهِمْ
|
حمدوا الحجارةَ، سبَّحوا
التِّيْجانا
|
والأرضُ حُبْلَى بالضّلالةِ والخَنَى
|
وتكادُ تخسِفُ بالورَى أحيانا
|
بَعَثَ الإلهُ إلى البريَّةِ هاديًا
|
يهدي الأنامَ..يُزَيِّنُ الأكوانا
|
بَعَثَ الإلهُ إليهِمُ "نوحًا" وَقَدْ
|
شَرُفُ الوجودُ بِنورِهِ وازْدانا
|
ودعا الأنامَ إلى عبادَةِ ربِّهِمْ
|
أنْ يَلْزموا الإسلامَ والإيمانا
|
أنْ يتَّقوا الجبّارَ في أعمالِهِمْ
|
يتعاونون على الوفا إخوانا
|
أنْ يسجدوا للهِ جلَّ جلالُهُ
|
وَيُحَطِّموا الأصنامَ والأوثانا
|
ولقدْ دعاهم في قرونٍ تِسْعةٍ
|
زادَتْ بِنِصْفِ القَرْنِ..لَمْ
يَتَوانا
|
وَلَقَدْ دعاهمْ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً
|
سِرًّا، وَجَهْرًا..خفيةً، إعلانا
|
|
|
لكنّهم رفضوا الهدى وضياءَهُ
|
إنّي أراهمْ خُنَّعًا عُمْيانا
|
صُمٌّ وبُكْمٌ بلْ وَعُمْيٌ..إنّهم
|
مثلُ البهائِمِ..بلْ أقلُّ مكانا
|
ودعا النّبيُّ وقال: "ربّي لا تَذَرْ
|
أحدًا عصاكَ، وكافرًا،
وجبانا"
|
"رَبّاهُ،
إنّي كلّما كلَّمْتُهُمْ
|
جَعلوا الأصابعَ تُغْلِقُ
الآذانا"
|
"ربّاهُ،
طَهِّرْ أرضَنا مِنْ غِيِّهِمْ
|
فالصَّبْرُ كَلَّ، فَبَدِّلِ
الإحسانا"
|
فأجابَهُ الرّحمنُ:"إنّي مُغْرِقٌ
|
قومَ الضّلالِ..مُفَجِّرٌ بركانا"
|
"فالفلْكَ
فاصْنَعْ كي تكونَ بِمأمَنٍ
|
تأوي إليهِ..سكينةً وأمانا"
|
"وارْكَبْ
وَمَنْ تَبِعَ الهدى في مَتْنِها
|
كُتِبَ البقاءُ عليكمُ رِضوانا"
|
"أمّا
الطّغاةُ فسوفَ أُصليهِمْ لَظًَى
|
ذُلاًّ، صَغارًا، رهبةً، وهوانا"
|
"سأطَهِّرُ
الغَبْراءَ مِنْ رِجْسٍ بها
|
فالكُفْرُ عَرْبَدَ في الورى
نَشْوانا"
|
وَقَضَى الإلهُ وقالَ: " يا أرضُ اقذِفي
|
ماءَ المحيطِ ..وفَجِّري
الطّوفانا"
|
|
فَتَفَتَّحَتْ قِرَبُ الّسماءِ بمائِها
|
والماءُ ثارَ، فَلَمْ يَدَعْ
إنسانا
|
والأرضُ قَدْ لَفَظَتْ سيولَ محيطِها
|
والبَحْرُ فَجَّرَ موجَهُ
عَطْشانا
|
حتّى الجبالُ تفجَّرَتْ وتبَخَّرَتْ
|
والماءُ سَيَّلَ صَخْرَهَا وألانا
|
الموتُ أرْسَلَ جُنْدَهُ وَرِجالَهُ
|
كَيْ يزهقوا الأرواحَ والأبْدانا
|
والماءُ يَغْتالُ النّفوسَ يَضُمُّها
|
في لُجَّةٍ لا تَعْرِفُ الوجدانا
|
ويمجُّ أجسادًا تَقَطَّعَ لُبُّها
|
والموجُ صارَ على المدى أكفانا
|
|
نَجّى الإلهُ نبيَّهُ وحبيبَهُ
|
والمؤمنينَ بِرَبِّهِمْ وأعانا
|
فالفلْكُ تَجْري في رعايةِ ربِّها
|
والسّيلُ يَجْري دونها هتّانا
|
وَقَدِ اسْتَقَرَّتْ فوقَ طَوْدٍ شامِخٍ
|
فتبارَكَ "الجوديُّ"
أنّى كانا
|
أمَرَ الإلهُ وقال: "يا أرضُ ابْلَعي
|
ماءَ المحيطِ، وأَوْقِفي
الجَرَيانا"
|
أَمَرَ السّماءَ بأنْ تَكفَّ بكاءَها
|
قُضِيَ القضاءُ..فَكَفْكِفوا
الأحزانا
|
والشّمسُ شَعَّتْ بعدَ طولِ غيابِها
|
|
والأرضُ فَرْحَى..ودَّعَتْ أشجانا
|
وبدا النّبيُّ وقَدْ أتى مُسْتَبْشِرًا
|
فالكونُ أصْبَحَ طائعًا خَشْيانا
|
ماتَ الطّغاةُ جميعُهُمْ حتّى ابْنُهُ
|
ذاقَ الهوانَ، وأدْرَكَ
الحِدْثانا
|
ظنَّ الجبالَ تَقيهِ مِنْ غَرَقٍ، فَقَدْ
|
آوى إلى جَبَلِ البِلَى فَرْحانا
|
فإذا الجبالُ تَفَتَّقَتْ أوتادُها
|
غَرِقَتْ وَأَضْحَتْ ذرَّةً
ودخانا!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق