عُدْ يا زمانُ إلى الوراءِ القَهْقَرَى
|
وَكفاكَ تَمْشي للأمامِ
تَبَخْتُرا
|
عُدْ يا زمانُ إلى زمانٍ لمْ يكنْ
|
وُجِدَ الزّمانُ، ولمْ يكنْ قَدْ
أبْصَرا
|
والكونُ مَيْتٌ لَمْ يكنْ مُتَكَوِّنًا
|
بَلْ كانَ خَلْقًا ما تَخَلَّقَ
أو جَرَى
|
حيثُ الوجودُ بلا وجودٍ قَدْ بدا
|
فيهِ الفراغُ مُفَرَّغٌ ما
أُظْهِرا
|
والصَّمْتُ يَعْزِفُ لَحْنَهُ وَنشيدَهُ
|
بَلْ لَمْ يكنْ وُجِدَ السّكونُ
وَقُدِّرا
|
ما كانَ حَيٌّ في الحياةِ سوى الذي
|
خَلَقَ الحياةَ..وكلَّ
شيءٍ قَدْ برا
|
ما كانَ إلا اللهُ موجودًا وَلَمْ
|
يَكُ قبلَهُ أَحدٌ
تَخَلَّقَ أو سَرَى
|
رَبٌّ عزيزٌ بارئٌ ومُصَوِّرٌ
|
مِنْ قَوْلِ "كُنْ"
صارَ الوجودُ مُصَوَّرا
|
مَلِكٌ سلامٌ مؤمنٌ ومهَيْمِنٌ
|
والعَقْلُ حارَ
بكنْهِهِ وَتَعَثَّرا
|
فاللهُ ليسَ كمثْلِهِ شَيْءٌ وَقَدْ
|
عجزَ اللّبابُ بِفَهْمِهِ.. فَتَفكَّرا
|
ووجودُهُ حقٌّ بألفِ قرينةٍ
|
فالكونُ يَشْهدُ أنّهُ ربُّ الورى
|
وتكادُ تَلْمحُ وَجْهَهُ في كونِهِ
|
ويكادُ مِنْ إخفائِهِ أنْ
يَظْهَرا
|
فاللهُ مِنْ فَرْطِ الظّهورِ لَباطِنٌ
|
وَكذا الشّعاعُ إذا تَفَجَّرَ لا
يُرَى
|
إنَّ الجبالَ إذا تَجلّى ربُّها
|
تَنْدَكُّ حتّى تَسْتَحيلَ إلى
ثَرَى
|
بَلْ كيفَ تَطْمعُ أَعْينٌ في أنْ تَرَى
|
ربَّ الوجودِ؟!..فذاكَ أمرٌ
مُفْتَرَى
|
وَهوَ الغَنيُّ عَنِ العبادِ جميعِهِم
|
عَنْ كلِّ أمْرٍ في الوجودِ
تَجَبَّرا
|
لكنَّ حِكْمَتَهُ العظيمةَ قَدْ قَضَتْ
|
أنْ يَخْلُقَ الكونَ الفسيحَ فَذا
جَرى
|
بدأ العظيمُ بِخَلْقِهِ العَرْشَ الذي
|
شَرُفَ الوجودُ به وعزَّ ونوَّرا
|
والعَرْشُ يَطْفو فوق ماءٍ عائمٍ
|
سبحانهُ رَحِمَ العبادَ فأَخْبَرا
|
خَلَقَ السّماءَ منَ الدُّخانِ بقوّةٍ
|
وبِلا عِمادٍ قَدْ عَلَتْ فوقَ
الذُّرى
|
فَتَقَ السّماءَ مِنَ الأراضي بعدما
|
رُتِقَتْ..فَكلٌّ قَدْ جَرَى
وتحرَّرا
|
والأرضُ قَدْ خُلِقَتْ طباقًا سبعةً
|
بُسِطَتْ مِهادًا أو قرارًا للورى
|
لكنّها اضْطَرَبَتْ ومادَتْ وانثَنَتْ
|
وَتَرَنَّحَتْ.. بَلْ أوشَكَتْ
أنْ تُدْبِرا
|
ألقى العظيمُ جبالَهُ وحبالَهُ
|
حتّى استَقَرَّتْ بالجبالِ
تَجَذُّرا
|
خَلَقَ الكواكبَ والنّجومَ كما الفضا
|
ذَرَأَ البهائمَ والنّباتَ
وأَبْحُرا
|
بَرَأَ الوجودَ جميعَهُ منْ ذرّةٍ
|
لِمَجرَّةٍ..بلْ فوقَ ذاكَ وأكْبَرا
|
فالكونُ مِلْكٌ للإلهِ فلا يُرَى
|
شيءٌ بآلاءِ العظيمِ تَنَكَّرا
|
فالكلُّ يحمدُ ربَّهُ مُتَبَتِّلاً
|
والكلُّ يَسْجدُ للإلهِ مُكَبِّرا
|
ثمَّ استوى الرّحمنُ جلَّ جلالُهُ
|
والعرشُ يَرْجفُ رَهْبةً ممّا
يَرَى
شعر: ماهر برهومي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق