الثلاثاء، 31 يوليو 2012

أباة الضّيم




دَمِّرْ جسورًا نَبْنِ أضْلُعَنا جسورْ

     حَطِّمْ بيوتًا نَبْنِ أعْظُمَنا قصورْ

فَجِّرْ محطّاتِ الوقودِ فإنّما

  ببلادِ يَعْرُبَ نفطُنا دَوْمًا يَفورْ

وَاقْطَعْ مياهَ الشُّرْبِ عنّا إنّنا

 صُنّاعُ ماءِ الشُّرْبِ مِنْ ماءِ البحورْ

واقْطَعْ وَميضَ الكَهْرُباءِ فإنّما

   إيمانُنا يُعْطي الوَرَى نورًا وَنورْ


واقْصفْ بأطنانِ القنابلِ ما تَشا 

  شَمُّ الرّصاصِ أَلَذُّ مِنْ شَمِّ العطورْ

واقْصفْ مدافعَكَ الغبيَّةَ إنّها

  حَوْلاءُ تَجْتَثُّ الطّفولَةَ والزّهورْ

واعْزفْ على لَحْنِ الرّصاصِ فإنّهُ

  أَشْهَى إلى الأسماعِ مِنْ لَحْنِ السّرورْ

وازْرَعْ نشيدَ المَوْتِ فوقَ ترابِنا

     سَنَظلُّ ننشدُ للحياةِ وللطّيورْ

واقْتُلْ أَحِبَّتَنا وَشَرِّدْ أهْلَنا

 سَنَظلُّ نفتكُ بالعَدوِّ على الثّغورْ


ونظلّ نَرْفضُ أنْ نكونَ أَذِلَّةً

          إمّا نعيشُ أَعِزَّةً أو فالقبورْ

إمّا تكونُ رؤوسُنا مَرْفوعَةً

نَحْوَ الغَمامِ، وَعَزْمُنا عَزْمُ النّسورْ

أو لَنْ نعيشَ لأنّنا لَنْ نَرْتَضي

 أنْ نَنْزوي كالفأرِ ما بينَ الجحورْ

إنّا وهذي الأرْض جزءٌ واحدٌ

مثل الجبالِ ضلوعُها تَهْوَى الجذورْ

يَبْقَى السِّلاحُ مُصَوَّبًا نحو العدى

إنْ يَنْفَدِ البارودُ نَصْمدْ بالصّدورْ


يا جيشَ صهيونٍ هُزِمْتَ فما جَرَى؟

 قَدْ كنتُ أحْسبُ أنَّ جَيْشَكَ لا يخورْ

وبأنَّ جندَكَ كالجبالِ صلابةًَ

  لا يُهْزَمونَ بِحَرْبِهِمْ طولَ العصورْ

فإذا بِهِمْ يَلْقَوْنَ شَرَّ هزيمةٍ

   فَرُّوا كما الجرذانُ تَسْحَقُها النّمورْ

أينَ البوارِجُ كالبروجِ عظيمة

    صارَتْ بأيدينا كأسماكِ البحورْ

نَصْطادُ منها ما نشاءُ بِعَزْمِنا

      ونعودُ نُلْقيها فتغرقُ أو تغورْ


والطّائراتُ اليومَ أَضْحَتْ لُعْبةً

   نَصْطادُ منها مثلما صيدِ الطّيورْ

إنْ كانَ فَوْجٌ واحدٌ مِنْ أمّتي

أعطَى إلى أعدائِنا الدّرْسَ الكبيرْ

ماذا إذا جيشُ العروبةِ كلّهُ

  حَمَلَ السِّلاحَ إلى فلسْطينٍ يسيرْ؟

لَوْ أنّهمْ بَصَقوا عليهمْ بَصْقَةً

غَرِقَ اليهودُ مِنَ الصّغيرِ إلى الكبيرْ

فَتَرقَّبوا يومَ الجهادِ فإنّنا

سَنُديرُ مَلْحَمَةً سَيَشْهدُها الحضورْ


سنقيمُ عُرْسَ النّصْرِ فوقَ ربوعِنا

     أمّا الطّغاةُ فَسَوْفَ نُسْكنهمْ قبورْ

يومٌ سَيَحْفظهُ الزّمانُ مُخَلَّدًا

والأرضُ مِنْ هَوْلِ الحوادِثِ لَنْ تدورْ!

شعر: ماهر برهومي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق