دَمِّرْ جسورًا نَبْنِ أضْلُعَنا جسورْ
|
حَطِّمْ بيوتًا نَبْنِ أعْظُمَنا قصورْ
|
فَجِّرْ محطّاتِ الوقودِ فإنّما
|
ببلادِ يَعْرُبَ نفطُنا دَوْمًا يَفورْ
|
وَاقْطَعْ مياهَ الشُّرْبِ عنّا إنّنا
|
صُنّاعُ ماءِ الشُّرْبِ مِنْ ماءِ البحورْ
|
واقْطَعْ وَميضَ الكَهْرُباءِ فإنّما
|
إيمانُنا يُعْطي الوَرَى نورًا وَنورْ
|
واقْصفْ بأطنانِ القنابلِ ما تَشا
|
شَمُّ الرّصاصِ أَلَذُّ مِنْ شَمِّ العطورْ
|
واقْصفْ مدافعَكَ الغبيَّةَ إنّها
|
حَوْلاءُ تَجْتَثُّ الطّفولَةَ والزّهورْ
|
واعْزفْ على لَحْنِ الرّصاصِ فإنّهُ
|
أَشْهَى إلى الأسماعِ مِنْ
لَحْنِ السّرورْ
|
وازْرَعْ نشيدَ المَوْتِ فوقَ ترابِنا
|
سَنَظلُّ ننشدُ للحياةِ وللطّيورْ
|
واقْتُلْ أَحِبَّتَنا وَشَرِّدْ أهْلَنا
|
سَنَظلُّ نفتكُ بالعَدوِّ على الثّغورْ
|
ونظلّ نَرْفضُ أنْ نكونَ أَذِلَّةً
|
إمّا نعيشُ أَعِزَّةً أو فالقبورْ
|
إمّا تكونُ رؤوسُنا مَرْفوعَةً
|
نَحْوَ الغَمامِ، وَعَزْمُنا عَزْمُ النّسورْ
|
أو لَنْ نعيشَ لأنّنا لَنْ نَرْتَضي
|
أنْ نَنْزوي كالفأرِ ما بينَ
الجحورْ
|
إنّا وهذي الأرْض جزءٌ واحدٌ
|
مثل الجبالِ ضلوعُها تَهْوَى الجذورْ
|
يَبْقَى السِّلاحُ مُصَوَّبًا نحو العدى
|
إنْ يَنْفَدِ البارودُ نَصْمدْ بالصّدورْ
|
يا جيشَ صهيونٍ هُزِمْتَ فما جَرَى؟
|
قَدْ كنتُ أحْسبُ أنَّ جَيْشَكَ لا يخورْ
|
وبأنَّ جندَكَ كالجبالِ صلابةًَ
|
لا يُهْزَمونَ بِحَرْبِهِمْ طولَ العصورْ
|
فإذا بِهِمْ يَلْقَوْنَ شَرَّ هزيمةٍ
|
فَرُّوا كما الجرذانُ تَسْحَقُها
النّمورْ
|
أينَ البوارِجُ كالبروجِ عظيمة
|
صارَتْ بأيدينا كأسماكِ البحورْ
|
نَصْطادُ منها ما نشاءُ بِعَزْمِنا
|
ونعودُ نُلْقيها فتغرقُ أو تغورْ
|
والطّائراتُ اليومَ أَضْحَتْ لُعْبةً
|
نَصْطادُ منها مثلما صيدِ الطّيورْ
|
إنْ كانَ فَوْجٌ واحدٌ مِنْ أمّتي
|
أعطَى إلى أعدائِنا الدّرْسَ الكبيرْ
|
ماذا إذا جيشُ العروبةِ كلّهُ
|
حَمَلَ السِّلاحَ إلى فلسْطينٍ يسيرْ؟
|
لَوْ أنّهمْ بَصَقوا عليهمْ بَصْقَةً
|
غَرِقَ اليهودُ مِنَ الصّغيرِ إلى الكبيرْ
|
فَتَرقَّبوا يومَ الجهادِ فإنّنا
|
سَنُديرُ مَلْحَمَةً سَيَشْهدُها الحضورْ
|
سنقيمُ عُرْسَ النّصْرِ فوقَ ربوعِنا
|
أمّا الطّغاةُ فَسَوْفَ نُسْكنهمْ قبورْ
|
يومٌ سَيَحْفظهُ الزّمانُ مُخَلَّدًا
|
والأرضُ مِنْ هَوْلِ الحوادِثِ لَنْ تدورْ!
شعر: ماهر برهومي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق