وَمَضى الزّمانُ وَمَرَّتِ الأعْوامُ
|
حتّى اسْتَفاقَ الكونُ وَهْوَ
ظَلامُ
|
والظُّلْمُ يُشْهِرُ سَيْفهُ مُتغَطْرِسًا
|
والشّمْسُ تُطْبِقُ جَفْنَها..وتنامُ
|
والأرضُ كادتْ أنْ تميدَ بأهلِها
|
والحزنُ تَعْزِفُ لَحْنَهُ
الآلامُ
|
وكذا السّماءُ كئيبةٌ وكأنّها
|
طُعِنَتْ وَمَزَّقَ وَجْهَها الصَّمْصامُ
|
وإذا الطّبيعةُ أَجْهَضَتْ أفراحَها
|
وَتَوَشَّحَتْ بالليلِ..وهْوَ
حِمامُ
|
وإذا النّجيعُ يسيلُ نَهْرًا قانيًا
|
والأرضُ تَسْكَرُ منهُ، فَهْوَ
مُدامُ
|
"هابيلُ"
تَقْذفُهُ المنونُ بِلُجِّها
|
ويكادُ يَنْهَشُ عَظْمَهُ
الضِّرْغامُ
|
ودماؤُهُ صُبَّتْ وأَضْحَتْ بِرْكةً
|
وهو الغريقُ بِلُجِّها..نَوّامُ
|
والدّودُ يغزو جِسْمَهُ كَكتيبةٍ
|
معها قنًا..وصوارِمٌ، وَسِهامُ
|
والرّوحُ قَدْ صَعَدَتْ ولاقَتْ ربَّها
|
والجِسْمُ يَمْلأهُ حصًى..ورغامُ
|
وَبَدا أخوهُ وَقَدْ عَلَتْ صَيْحاتُهُ
|
ودموعُهُ تَنْهلُّ فَهْيَ غَمامُ
|
يبكي أخاهُ تَحسُّرًا وندامةً
|
فَعَلى يديهِ تَجَسَّدَ الإجرامُ
|
فهوَ الذي شَجَّ الشقيقَ بِصَخْرَةٍ
|
والرّزءُ مُرٌّ..والخطوبُ جِسامُ
|
نَحَرَ الشّقيقُ شقيقَهُ في غِلْظَةٍ
|
وأراهُ كأسَ الموتِ..وَهْوَ زؤامُ
|
أَرْداهُ..حتّى لا يُزَوَّجَ أختُهُ
|
وجمالُها كمْ يُبْتَغى ويُرامُ!
|
والحقُّ أنَّ كليهِما كَلِفا بها
|
فَتَقَطَّعَتْ منْ أجلِها
الأرحامُ
|
ولعلَّ قابيلاً تَحرَّقَ غَيْرَةً
|
وتأجَّجَتْ في صَدْرِهِ الأسقامُ
|
فاللهُ لَمْ يَقْبَلْ جَنى قربانِهِ
|
بَلْ كيفَ يُقْبَلُ فاسِقٌ
ظلاّمُ؟!
|
وَلَقَدْ تُقُبِّلَ منْ أخيهِ صلاحُهُ
|
وهو المُحِبُّ لِرَبِّهِ..وهُمامُ
|
والبُغْضُ يَنْهَشُ في القلوبِ كَضَيْغَمٍ
|
تَنْدَكُّ مِنْ تَزآرِهِ الآكامُ
|
وأصابَ "قابيلاً" سهامُ نَدامةٍ
|
وَتَثاقَلَتْ في صَدْرِهِ الآثامُ
|
ورأى غرابًا مَيِّتًا فأثارهُ
|
وأخوهُ يَدْفنُهُ وليسَ يُضامُ
|
ذاكَ الغرابُ هوَ المُعَلِّمُ للورى
|
أسفاهُ كيفَ تُبَدَّلُ الأحكامُ!
|
دُفِنَ القتيلُ مُضَرَّجًا بدمائِهِ
|
فبكى الحَصى، وتَصَحَّرَ
القَمْقامُ
|
وبكى النّبيُّ على ابْنِهِ مُتَحَسِّرًا
|
والصَّبْرُ أمْنٌ مورِفٌ ووئامُ
|
وَمَضَتْ قرونٌ عَشْرةٌ كَسَحابةٍ
|
مَرَقَتْ مروقَ السَّهْمِ وَهْيَ
سلامُ
|
الكلُّ يَنْعَمُ بالشّريعةِ والهُدَى
|
والأرضُ كانَ صراطَها الإسلامُ!
شعر: ماهر برهومي
|
الاثنين، 30 يوليو 2012
الجريمة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق