وَمَضى على عُمْرِ النّجومِ دهورُ
|
والأرضُ عادَتْ بالضّلالِ تدورُ
|
وَأتى الفسادُ إلى البريَّةِ وامْتَطَى
|
فَرَسًا يكادُ مِنَ القَتامِ
يغورُ
|
والنّاسُ تَتْبَعُ نَهْجَهُ وسبيلَهُ
|
وتسيرُ حيثُ إلى القبورِ تَصيرُ
|
ساروا وراءَ ضلالِهِ وفسادِهِ
|
كالكَلْبِ يَتْبَعُ عَظْمَةً
ويسيرُ
|
وَلَقَدْ مَشَوا خَلْفَ الظّلامِ كأنّما
|
فيهِ الضّياءُ مُشَعْشعًا
والنّورُ
|
عبدوا الحجارَةَ..قَدَّسوا أَصْنامَهمْ
|
والشِّرْكُ عادَ مُشَرَّعًا..والجُوْرُ
|
والكُفْرُ أَقْبَلَ..لَمْ يَغِبْ شيطانُهُ
|
بَلْ لَمْ يُصِبْهُ تَخَوُّرٌ
وفتورُ
|
ظَهَرَ الضّلالُ بِقَوْمِ عادٍ والخَنَى
|
والفِسْقُ عَرْبَدَ فيهمُ وشرورُ
|
بَعَثَ الإلهُ إليهِمُ "هودًا" وقَدْ
|
نَشَرَ الهدى، فاسْتَغْلَظَتْهُ
صدورُ
|
أخذوا يُرَوُّونَ البذورَ بِعَلْقَمٍ
|
وأصابَهُمْ جَهْلٌ..غبًا، وغرورُ
|
فأتاهُمُ الجبّارُ أَمْسَكَ عَنْهُمُ
|
ماءَ السّحابِ..فقادِرٌ وقديرُ
|
فأصابَهمْ قَحْطُ الجفافِ ونِقْمةٌ
|
عَطَشٌ وَمَسْغَبَةٌ..أذًى وسعيرُ
|
ورأَوا سحابًا أسودًا ظنّوا بِهِ
|
غَيْثَ الحياةِ..فَكُلُّهُمْ
مَسْرورُ
|
يتصارعونَ لكي يكونوا تَحْتَهُ
|
كي يرتووا مِنْ مائِهِ ويثوروا
|
فأَتَتْهُمُ ريحٌ تهلُّ وَتَغْتَدي
|
مثلَ الأسودِ تَهيجُهُنَّ نسورُ
|
تَذَرُ الرِّقابَ بِلا رؤوسٍ طَلْعُها
|
هيَ مِنْجَلٌ في اليانِعاتِ
تُغيرُ
|
هيَ كالسِّهامِ إذا غَلَتْ أشطانُها
|
لَمْ تُبْقِ رأسًا قَدْ علاهُ
غرورُ
|
يا وَيْلَهُمْ لمّا تعالى صَيْحُهُمْ
|
أجسادُهُمْ فوقَ السّحابِ تَطيرُ!
|
***
|
وإلى "ثمودٍ" قَدْ أتاهمْ "صالِحٌ"
|
وهو الصّبورُ على الأذى وبصيرُ
|
قالَ "اتّقوا الجبّارَ واخْشَوا نارَهُ
|
فالكلُّ تحتَ لوائِهِ
مَحْشورُ"
|
لكنّهم رفضوا الصّلاحَ و"صالِحًا"
|
والعَقْلُ تحتَ نِعالِهمْ
مَسْتورُ
|
قالوا:"نُصَدِّقْ ما تقولُ وَتَدَّعي
|
إنْ تأتِنا الآياتُ فَهْيَ
بحورُ"
|
|
"إِبْعَثْ
لنا مِنْ جَوْفِ صَخْرٍ ناقَةً
|
معها وليدٌ راتِعٌ وصغيرُ"
|
فَأَتَتْهُمُ الآياتُ تَتْرى فَتْرةً
|
والمعجزاتُ تواترٌ وحضورُ
|
وَتَمَخَّضَ الجلمودُ أَوْلَدَ ناقةً
|
والكلُّ ممّا قَدْ جَرَى مَسْحورُ
|
واسْتَقْبَلوا نِعَمَ الإلهِ بِنَحْرِها
|
وأصابَهُمْ جَهْلُ العَمَى وشرورُ
|
ولقَدْ أَتَتْهُمْ صَيْحةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ
|
والأرضُ تَرْجِفُ تحتهم وتمورُ
|
رأَوُا المنيَّةَ في فحيحِ أوارِها
|
في دَفَّتَيْها مُنْكَرٌ ونكيرُ
|
رَأَوُا المنيَّةَ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها
|
وَتَفَتَّحَتْ أشْداقُها وقبورُ
|
وَقَضَوا جميعًا في شَراكِ منيَّةٍ
|
أنيابُها ريحُ الرَّحى ودبورُ
شعر: ماهر برهومي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق