يا حُبُّ ما لَكَ قَدْ غَدَوْتَ عذابا
|
إِرْحَمْ ضَعيفًا قلْبُهُ قَدْ ذابا
|
حَسِبَ الغرامَ هو الدّواءَ لنفسِهِ
|
فَمَضَى وَشَرَّعَ للهوى أبوابا
|
وإذا القلوبُ تَفَتَّحَتْ أقفالُها
|
سَكَبَ الهَوى في جَوْفِها أكْوابا
|
للّهِ دَرُّكَ ما فَعَلْتَ بعاشقٍ؟!
|
صَوَّبْتَهُ في صَدْرِهِ..فانصابا
|
وَغَدا أسيرَ الوَجْدِ، يَنْزِفُ عِشْقَهُ
|
والعِشْقُ كانَ ولمْ يَزَلْ غلاّبا
|
أَسْكَرْتَني مِنْ غيرِ خَمْرٍ سَكْرَةً
|
تَعْتَعْتَ مِنْ صَهْبائِها الأحبابا
|
يا حُبُّ مَهْلاً، أنتَ تَسْكُنُ مُهْجَةً
|
لا صَخْرَةً أو قَلْعَةً وقِبابا
|
إنَّ الحديدَ إذا أَحبَّ أَلَنْتَهُ
|
كيفَ القلوبُ، وما مَلَكْنَ حِرابا؟!
|
الحُبُّ إكسيرُ الحياةِ وماؤها
|
لولاهُ كانتْ بلقعًا وخرابا
|
إنْ ماتَ فينا الحُبُّ صِرْنا أَعْظُمًا
|
وَحِجارةً صَخْريَّةً ودوابا
|
يا حُبُّ لا تَعْذِلْ قَتيلَكَ في الهوى
|
في مَنْ يُحِبُّ، فلا أُطيقُ عتابا
|
لَوْ كنتَ تَدْري مَنْ عَشِقْتُ عَذَرْتَني
|
لَوْ كنتَ تَعْرِفُ ما عَجِبْتَ عُجابا
|
فإذا التَقَيْتَ بها جُنِنْتَ بِسِحْرِها
|
وَمَسَحْتَ تَحْتَ نِعالِها الأعتابا
|
هيَ درّةٌ في أرضِنا ياقوتةٌ
|
ظلَّ الجمالُ يرومُها أحقابا
|
هيَ مَنْ تدورُ الأرضُ في أفلاكِها
|
والبَدْرُ صاغَ حُلِيَّها إعجابا
|
والشَّمْسُ تُكْسَفُ إنْ رَنَتْ في وَجْهِها
|
حَسِبَتْ كثيرًا للجمالِ حِسابا
|
والتِّبْرُ يَسْكُبُ لَوْنَهُ منْ شَعْرِها
|
والثّلْجُ أَبْصَرَها..فذابَ، وشابا
|
والنَهْرُ يَنْهَلُ مِنْ مياهِ عيونِها
|
ولذاكَ طابَ حلاوةً وشَرابا
|
والشَّهْدُ يَسْكَرُ مِنْ رحيقِ رضابِها
|
أَهْدابُها كَمْ تَسْحرُ الألبابا!
|
وَلَها لِحاظٌ كالرِّماحِ مُصيبةٌ
|
تُرْدي القلوبَ، وَتَأخذُ الأسلابا
|
وَنَخيلُ عينيها سيوفٌ جُرِّدَتْ
|
هنَّ القواطِعُ.. لو دَخَلْنَ جِرابا
|
هي إنْ مَشَتْ فوقَ الخرابِ بِنَعْلِها
|
لَرَأيتَ تحتَ نعالِها أعشابا
|
وإذا سَمِعْتَ حديثَها فَجواهرٌ
|
إنَّي اتخذْتكِ في الحياةِ كتابا
|
ما أنتِ منْ جِنْسِ النّساءِ، وإنّما
|
حوريّةٌ، كَمْ تُذْهِلُ الألبابا!
|
أنتِ الحبيبةُ والطّبيبةُ يا رنا
|
إنْ تُظْلِمِ الدّنيا وتُخْرِجْ نابا
|
ما أنتِ إلا فَرْحَتي وسلافتي
|
والخَطْبُ إنْ يلْمَحْ ضياءَكِ غابا
|
إنّي أعيشكِ لا أعيشُ بداخلي
|
وأحلّ فيكِ وما عَرَفْتِ غيابا
|
إنّي أحبُّكِ منْ جميعِ جوارحي
|
للهِ درُّكِ كمْ ذَلَلْتِ رقابا
|
إنّي أراكِ إذا ادْلَهَمَّتْ ظُلْمتي
|
بدرًا يُنيرُ وفرقدًا وشهابا
|
وأراكِ في غَلس الدّياجي نجمةً
|
وأراكِ مُزْنًا دافقًا وسحابا
|
وأراكِ في طُهْرِ الفؤادِ حمامةً
|
تَهَبُ السّلامَ، ولا ترومُ ثوابا
|
إنّي أراكِ سفينتي في عيلمٍ
|
وأراكِ في لَسْعِ الصّقيعِ ثيابا
|
وأراكِ في كلِّ المصائبِ نِعْمةً
|
وأراكِ عودًا مُطْرِبًا وربابا
|
وأذوبُ فيكِ كَسُكَّرٍ مُتجمِّدٍ
|
ألقَوْهُ في نَهْرٍ، فسالَ، وذابا
|
ذرّاتُ جِسْمي كلّها مشحونةٌ
|
عِشْقًا، ووَجْدًا آسِرًا مُنْسابا
|
إنّي نَصيبُكِ والقضاءُ مُحَتَّمٌ
|
مَنْ ذا يُغَيِّرُ في القضاءِ جوابا؟!
|
هبةٌ منَ الرّحمن أنتِ ونِعْمةٌ
|
سُبْحانَ ربّي مُعْطِيًا وهّابا
|
يا مَنْ رَفَعْتِ الحُبَّ فوقَ سمائِهِ
|
وَبَنَيْتِ قَصْرًا للهوى خلاّبا
|
قدْ شِدْتِ لي كونًا جميلاً ساحرًا
|
قدْ كانَ قبلكِ موحِشًا ويبابا
|
إنّي أحبّكِ يا أميرةَ عالَمي
|
ويكادُ حبُّّكِ يَحْرِقُ الأعصابا
|
أنا لَسْتُ أُنْكِرُ أنَّ حبّي جارِفٌ
|
كالموجِ يَرْكَبُ أَبْحُرًا وعُبابا
|
فإذا عَشِقْتُ فلَيْسَ مثلي عاشِقٌ
|
وَسَلي بطونَ الكُتْبِ والأقطابا
|
لوْ كانَ "مَعْمَرُ" بيننا عَلَّمْتُهُ
|
فَنَّ المَحبَّةِ والهوى الوثّابا
|
مجنونُ ليلى لو رآني عاشِقًا
|
لَدَرَى بأنَّ هواهُ كانَ سرابا
|
قومي اسكني في قَصْرِ قَلْبي واشْهَدي
|
دِفْئًا يُحيلُ شتاءَنا لهّابا
|
عَلَّمْتِني نَظْمَ القريضِ بدقّةٍ
|
لأنافسَ الشّعراءَ والكتّابا
|
ألْهمتني شِعْرًا رقيقًا لَحْنُهُ
|
وَضَبَطْتِ وَزْنَ الشِّعْرِ والإعرابا
|
أنتِ اخْتَصَرْتِ لي النّساءَ، حبيبتي،
|
وَجَعَلْتِ لي باقي النّساءِ ذبابا!
شعر: ماهر برهومي
|
الثلاثاء، 31 يوليو 2012
أنتِ اختصرْتِ لي النّساء!
ماذا فعلْتِ بي؟!
ماذا فَعَلْتِ بِقَلْبٍ كانَ في صَدْري؟
|
سَلَبْتِهِ دونَ أنْ تَدري ولا أدري!
|
عَجِبْتُ مِنْهُ أيَرْضَى أنْ يُفارِقَني
|
أوْ يَرْتَضي سَكَنًا في مَسْكَنٍ غيري؟!
|
رَمَتْ سِهامًا بِعَيْنَيْها غداةَ رَنَتْ
|
وكلُّ سَهْمٍ بلا مِبْراتِهِ يَبْري
|
تَرْتَدُّ عَيْناكَ مِنْ أنوارِ طَلَّتِها
|
هَلْ تَسْتَطيعُ تَحَدِّي الشّمْسِ والبَدْرِ؟!
|
سَلَّمْتُ أسلِحَتي مِنْ غيرِ مَعْرَكةٍ |
حتّى وَقَعْتُ قتيلَ العِشْقِ في الأَسْرِ
|
"رنا" – شريكةَ عُمْري- أنتِ لي نَفَسي
|
أنتِ الحياةُ التي في داخلي تَجْري
|
أراكِ في الشَّمْسِ والأنوارِ إنْ سَطَعَتْ
|
وبالنّجومِ وبالأزهارِ والبَحْرِ
|
في كلِّ عُشْبٍ وأشجارٍ وأوديةٍ
|
وفي الفراشاتِ والغزلانِ والزَّهْرِ
|
أراكِ في كتبي..في كلِّ فاصلةٍ
|
في كلِّ حَرْفٍ أرى عينَيْكِ في سَطْري
|
وأنتِ مُلْهمتي، في كلِّ قافيةٍ
|
أنتِ الرّويُّ، وأنتِ الوزنُ في شِعْري
|
أراكِ في كلِّ أشياءِ الوجودِ ولا
|
أَملُّ وَجْهَكِ في يومٍ مِنَ الدَّهْرِ
|
وَمَنْ يملُّ هواءً راحَ يَنْشَقُهُ؟!
|
وَمَنْ يملُّ طلوعَ النّورِ والفَجْرِ؟!
|
إنْ غِبْتِ عنّي يظلُّ الشّوقُ مُلْتَهِبًا
|
كالزّيتِ في قِدْرِهِ يَغْلي على الجَمْرِ
|
أظلُّ أرنو إلى عَيْنَيْكِ يا سَنَدي
|
حتّى ولو نِمْتِ في عَيني مدى العُمْرِ
|
عَهْدًا عليَّ بأنْ تَبْقَيْ مدلَّلَتي
|
سأحْفَظُ العَهْدَ مِنْ يومي إلى قَبْري!
شعر: ماهر برهومي
|
هنيئًا للنّاجحين!
هنيئًا
للنّاجحين![1]
هنيئًا للشّبابِ النّاجحينا
|
وَطِبْتُمْ يا شموعَ الفائزينا
|
صَرَفْتُمْ في الدّراسَةِ كلَّ ليلٍ
|
وَكُنْتُمْ للجفونِ مُسَهِّدينا
|
حَفِظْتُمْ في سبيلِ الفَوْزِ كُتْبًا
|
وَقَلَّبْتُمْ بها حينًا فَحينا
|
نَسِيْتُمْ جوعَكُمْ طَلَبًا لِعِلْمٍ
|
وَوَدَّعْتُمْ قَريبًا أَوْ خَدِينا
|
رَعَتْكُمْ إخْوَتي دُنْيا وَدينا
|
سَمَتْ بِكُمُ إلى سُبُلِ المعالي
|
وَغَذَّتْ في قلوبِكُمُ اليقينا
|
وَكَمْ ذا خَرَّجَتْ مِنْ مؤمِنينا
|
بناتٍ كُنَّ أو كانوا بَنينا
|
فَلَيْسَ أَجَلَّ مِنْها وَهْيَ تَسْعَى
|
لِتَسْقي غَرْسَةَ الإسلامِ فينا
|
نُكَرِّمُكُمْ.. وهذا يومُ بِشْرٍ
|
لنا، ولَكُمْ، وكلّ الحاضرينا
|
ألا فَلْتَرْفَعوا الهاماتِ فَخْرًا
|
ألا اعْتَزُّوا اعْتِزازَ الفاتِحينا
|
وأوصيكُمْ بِخَمْسَتِها صلاةً
|
فَمَنْ تَرَكَ الصّلا خَسِرَ المُعينا
|
رسولُ اللهِ أنْبَأَنا مرارًا
|
بأنَّ التّارِكينَ لَكافِرونا
|
وقالَ لنا: الصّلاةُ عمادُ دينٍ
|
فَمَنْ تَرَكَ الصّلا قَدْ بادَ دينا
|
وأوصيكمْ بِِشَرْعِ اللهِ دَوْمًا
|
وَحِفْظِ كتابِ رَبِّ العالَمينا
|
وأوصيكمْ بأهلِيْكم حنانًا
|
وَعَطْفًا...كَيْ تظلّوا غانِمينا
|
وأوصيكمْ برابِطَةِ المعالي
|
فَلَيْسَ كَمِثْلِ دينِكُمُ مثيلٌ
|
وَنَهْجٌ فيهِ طِبُّ اليائسينا
|
***
|
شَبابَ العُرْبِ، يا أَمَلَ افْتِخاري
|
وصُنّاعَ الحياةِ القادِرينا
|
فلسْطينُ الحبيبةُ حَرِّروها
|
ولا تُبْقوا اليهود الغاصبينا
|
وأوصيكمْ بِدَعْمِ القُدْسِ دَوْمًا
|
وَتَرْحيلِ الغزاةِ الكافرينا
|
فكونوا يا شبابَ العُرْبِ دِرْعًا
|
يُخَفِّفُ عَنْ فِلسْطينَ الأنينا
|
***
|
أُهَنِّئُكُمْ..أصافِحُكُمْ بِقَلْبي
|
أبارِكُ فيكمُ الجَهْدَ الثّمينا
|
أُطَوِّقُ جيدَكُمْ بزهورِ عِطْرٍ
|
وَأَطْبَعُ قُبْلَةً تَعْلو الجبينا
|
أقولُ تَزَوَّدوا بالعِلْمِ دَوْمًا
|
عِدانا أصْبَحوا مُتَفَوِّقينا
|
سَيَغْلِبُهُمْ سِلاحُ العِلْمِ فينا
|
وَلَيْسَ بِثَرْثراتِ مُثَرْثِرينا
|
ولا بقصائدٍ مِنْ بُحُتُرِيٍّ
|
وفلْسفةِ المَعَرِّي وابْنِ سينا
|
سَيَقْهَرُهُمْ سلاحُ التِّكْنولوجْيا
|
فبالعُلَماءِ نغزو الماكِرينا
|
سَيَسْحَقُهُمْ سِلاحُ العَزْمِ فينا
|
وبالإيمانِ نَقْهَرُ قاهِرينا
|
ولا يَغْتَرَّ واحِدُكُمْ بِعِلْمٍ
|
فَقَدْ خُلِقَ الوَرَى ماءً وَطينا!
|
***
|
لَهُ تَهْفو قلوبُ الجالسينا
|
نَشَرْتَ العِلْمَ في أقْصَى بلادي
|
وصارَ الشَّعْبُ شَعْبَ مُثَقَّفينا
|
وزيرٌ نَيِّرُ الأفكارِ شَهْمٌ
|
مُرَبٍّ ظَلَّ لِلْعَلْيا أمينا
|
أنوبُ عَنِ الرِّفاقِ بِمَنْحِ ودّي
|
لَكُمْ..وَلْتَسْلَموا كَنْزًا ثمينا!
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)