السبت، 4 أغسطس 2012

أنتِ لي



أَشْعَلْتِ صَدْرِيَ يا حبيبةُ نارا

         وَجَعَلْتِ قلبي عاشقًا مَوّارا

وَأَسَرْتِني مِنْ غيرِ قيدٍ، إنّما

     أنا مَنْ أَتَيْتُكِ طائعًا مُخْتارا

ماذا فَعَلْتِ؟ وكنتُ قبْلَكِ موصِدًا

  أبوابَ قلبي، ناصِبًا أستارا

ما كنتُ أدري ما الهَوَى؟ ما نارُهُ؟

         وَظَنَنْتُهُ للكاذبينَ شِعارا
 
حتّى رأيْتُكِ، فانْسَحَرْتُ بِنَظْرةٍ

       كَسَرَتْ قيودَ القلبِ والأسوارا

فَعَرَفْتُ معنى الحبّ منكِ وكنهَهُ

     وَرَكبْتُ فوقَ جناحِهِ أسفارا

قَدْ ذقتُ فيكِ عذابَهُ ونعيمَهُ

قَدْ خاضَ فيّ البحرَ والأقفارا

طورًا تُهَشّمني سنابِكُ خيلِهِ

   طورًا تناطحُ جبهتي الأقمارا

ماذا فَعَلْتِ فصارَ قلبي نابضًا

  بالرّوحِ، والدّنيا غَدَتْ أنوارا؟!

ماذا فَعَلْتِ فصارَ كوني واسِعًا

           قَدْ كانَ قبلَكِ كلّهُ أقذارا؟

ماذا فَعَلْتِ فصرْتِ روحًا داخلي

  وزَرَعْتِ في صحرائِيَ الأشجارا؟

أَحْيَيْتِ كلّ خليّةٍ في داخلي

أَحْدَثْتِ في وجدانيَ الإعصارا

أنا مُذْ رأيْتُكِ قدْ وُلِدْتُ مجدّدًا

   جَدّدْتِ في أعصابيَ الأوتارا

ماذا أقولُ؟ فمي يفتّشُ عن فمي

       والمفرداتُ بثقلِها تتوارى


عَجِزَ الكلامُ عَنِ الكلامِ بوصفِها

        قَدْ عَجّزَتْ بجمالِها الأشعارا

هي لا تَسَلْ..شقراءُ فاتنةٌ بها

        سِحْرٌ رقيقٌ أَنْطَقَ الأحجارا

تبدو ضفائرُها سبائكَ عَسْجَدٍ

  أو كالسّنابِلِ تُبْهِرُ الأطيارا

والحاجبانِ مُذَهّبانِ، وإنّما

    الإبريزُ مِنْ لونيهما قدْ غارا

أهدابُها لغةُ النّجومِ بسِحْرِها

    قَدْ كَحّلَتْها الشّمسُ ليلَ نهارا

والمُقْلتانِ خِضَمُّ بَحْرٍ أخضرٍ

             أمواجُهُ تتقاذفُ التّيّارا

إنْ رُمْتَ تسبحُ في عبابِ محيطِهِ

         لَنْ تستطيعَ بِبَحْرِهِ إبحارا

ترمي بعينيها القلوبَ بِنَظْرَةٍ

وتصيبُ تُحْدِثُ في القلوبِ دمارا

في ثَغْرِها كَرَزٌ لذيذٌ ناضِجٌ

          حبّاتُهُ مملوءةٌ أسرارا

أسنانُها عِقْدُ الجمانِ مُرَصّعٌ

      والدّرّ يجري بينها مدرارا


هيَ آيةٌ في الحُسْنِ لا بشرًا أرى

           سُبْحانَ ربّي خالقًا قهّارا

إنّي أرى فيها حياتي كلّها

        وأرى بنورِ جبينِها الأنوارا

إنّي أراها في الدّياجي نجمةً

وأرى بها في البلقعِ الأمطارا

وأرى بها في الليلِ أجملَ سلوةٍ

  وأرى بها في شِعْريَ الأفكارا

إنّي أراها إنْ وقعْتُ ركيزتي

وعصايَ إنْ عبسَ الزّمانُ وجارا

إنّي أحبّكِ يا "رنا" يا حلوتي

            وأنا بحبّكِ أبلغُ الأقمارا

لي أنتِ..لي في كلّ جِسْمِكِ أضلعٌ

           مَنْ ذا يُغَيّرُ هذه الأقدارا

نبقى معًا كالظّلّ جزءًا واحدًا

  ولسوف نبقى للوفاءِ شِعارا

شعر: ماهر برهومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق