أَشْعَلْتِ صَدْرِيَ يا حبيبةُ نارا
|
وَجَعَلْتِ قلبي عاشقًا مَوّارا
|
وَأَسَرْتِني مِنْ غيرِ قيدٍ، إنّما
|
أنا مَنْ أَتَيْتُكِ طائعًا مُخْتارا
|
ماذا فَعَلْتِ؟ وكنتُ قبْلَكِ موصِدًا
|
أبوابَ قلبي، ناصِبًا أستارا
|
ما كنتُ أدري ما الهَوَى؟ ما نارُهُ؟
|
وَظَنَنْتُهُ للكاذبينَ شِعارا
|
حتّى رأيْتُكِ، فانْسَحَرْتُ بِنَظْرةٍ
|
كَسَرَتْ قيودَ القلبِ والأسوارا
|
فَعَرَفْتُ معنى الحبّ منكِ وكنهَهُ
|
وَرَكبْتُ فوقَ جناحِهِ أسفارا
|
قَدْ ذقتُ فيكِ عذابَهُ ونعيمَهُ
|
قَدْ خاضَ فيّ البحرَ والأقفارا
|
طورًا تُهَشّمني سنابِكُ خيلِهِ
|
طورًا تناطحُ جبهتي الأقمارا
|
ماذا فَعَلْتِ فصارَ قلبي نابضًا
|
بالرّوحِ، والدّنيا غَدَتْ أنوارا؟!
|
ماذا فَعَلْتِ فصارَ كوني واسِعًا
|
قَدْ كانَ قبلَكِ كلّهُ أقذارا؟
|
ماذا فَعَلْتِ فصرْتِ روحًا داخلي
|
وزَرَعْتِ في صحرائِيَ الأشجارا؟
|
أَحْيَيْتِ كلّ خليّةٍ في داخلي
|
أَحْدَثْتِ في وجدانيَ الإعصارا
|
أنا مُذْ رأيْتُكِ قدْ وُلِدْتُ مجدّدًا
|
جَدّدْتِ في أعصابيَ الأوتارا
|
ماذا أقولُ؟ فمي يفتّشُ عن فمي
|
والمفرداتُ بثقلِها تتوارى
|
عَجِزَ الكلامُ عَنِ الكلامِ بوصفِها
|
قَدْ عَجّزَتْ بجمالِها الأشعارا
|
هي لا تَسَلْ..شقراءُ فاتنةٌ بها
|
سِحْرٌ رقيقٌ أَنْطَقَ الأحجارا
|
تبدو ضفائرُها سبائكَ عَسْجَدٍ
|
أو كالسّنابِلِ تُبْهِرُ الأطيارا
|
والحاجبانِ مُذَهّبانِ، وإنّما
|
الإبريزُ مِنْ لونيهما قدْ غارا
|
أهدابُها لغةُ النّجومِ بسِحْرِها
|
قَدْ كَحّلَتْها الشّمسُ ليلَ نهارا
|
والمُقْلتانِ خِضَمُّ بَحْرٍ أخضرٍ
|
أمواجُهُ تتقاذفُ التّيّارا
|
إنْ رُمْتَ تسبحُ في عبابِ محيطِهِ
|
لَنْ تستطيعَ بِبَحْرِهِ إبحارا
|
ترمي بعينيها القلوبَ بِنَظْرَةٍ
|
وتصيبُ تُحْدِثُ في القلوبِ دمارا
|
في ثَغْرِها كَرَزٌ لذيذٌ ناضِجٌ
|
حبّاتُهُ مملوءةٌ أسرارا
|
أسنانُها عِقْدُ الجمانِ مُرَصّعٌ
|
والدّرّ يجري بينها مدرارا
|
هيَ آيةٌ في الحُسْنِ لا بشرًا أرى
|
سُبْحانَ ربّي خالقًا قهّارا
|
إنّي أرى فيها حياتي كلّها
|
وأرى بنورِ جبينِها الأنوارا
|
إنّي أراها في الدّياجي نجمةً
|
وأرى بها في البلقعِ الأمطارا
|
وأرى بها في الليلِ أجملَ سلوةٍ
|
وأرى بها في شِعْريَ الأفكارا
|
إنّي أراها إنْ وقعْتُ ركيزتي
|
وعصايَ إنْ عبسَ الزّمانُ وجارا
|
إنّي أحبّكِ يا "رنا" يا حلوتي
|
وأنا بحبّكِ أبلغُ الأقمارا
|
لي أنتِ..لي في كلّ جِسْمِكِ أضلعٌ
|
مَنْ ذا يُغَيّرُ هذه الأقدارا
|
نبقى معًا كالظّلّ جزءًا واحدًا
|
ولسوف نبقى للوفاءِ شِعارا
شعر: ماهر برهومي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق