لمْ يبقَ بعدك للقريض ممالكٌ...قوضْتها لما رَحَلْتَ إلى عُلاكْ
كان القريضُ إذا تعثر أو كبا...بمسيره، أو زل تمسكه يداكْ
قدْ كان يُفْجع حين يُنْعى شاعرٌ...لكن ظهرك كانَ يعصمه الهلاكْ
يأوي إليك، وروحه في حلقه...يبغي الحياة عساكَ تسعفه عساكْ
فتجسه جس الطبيب بحكمة...وتضمه حتى يحلق في سماكْ
يسمو بشعرك كالنسور محلقا...لا الصيدُ يُرهبُهُ ولا شرك الشباكْ
كان القريض يشد فيك بناءه...فنَسَفْتهُ لما سُحبْتَ إلى هناكْ
كان القريضُ يرى بعينك ما ترى...ففقأتَها لما استراحَتْ مقلتاكْ
"محمود" لا أبكيك أبكي أمتي...بضياعها فلأنتَ حي في رؤاكْ
أبكي على الأقصى بشعرك أدمعًا...مخنوقة وأقول يا أقصى فداكْ
أبكي ظلامًا حولنا محلولكا...يبدو جليا حين أقرأ في سناكْ
أبكي على أمجادنا وتراثنا...كنا ..وصرنا..أي ذل بعد ذاكْ؟
يا شاعر الغبراء دمتَ مجسدًا...وجع الشعوب ولو مسجى في ثراكْ
قدْ كنتَ لفْلسطينَ أعظم شاعر...فاهْنأ، بلغْتَ بشعركَ الراقي السماكْ
شعر: ماهر برهومي